التجارب العالمية الناجحة
هميلة عبد الستار كردي
الحديث عن التجارب العالمية مهم ويحمل بين طياته الكثير من الفائدة إلى الاقتصاد المحلي حيث يمكن أن توظف تجارب عالمية ناجحة انتقلت باقتصادها من واقع متردٍ إلى أن اصبحت نموراً اقتصادية لها شأن كبير على مستوى العالم، ومؤثرة في حركة التجارة والصناعة دوليا. وعند الحديث عن هكذا تجارب نجد أنها استثمرت في الانسان وانطلقت أفقيا لتتوسع بمسارات تشمل الانتاج والخدمات ومجمل مفاصل الحياة دون استثناء لتخلق بيئة متكاملة مشجعة للابداع والتطور الذي يمثل هدفاً يتفق الجميع على بلوغه، لما يعكسه من سمو في التفكير والاداء. لدينا على سبيل المثال لا الحصر جنوب شرق آسيا وتجاربها الناجحة وكيف تحولت إلى قبلة اقتصادية لجمهور العالم بأسره، إذ بات يقصدها الباحث عن الاستثمار والسائح وطالب العلم وسواهم، لوجود مقومات النجاح. في البلاد تتوفر مقومات النجاح في جميع القطاعات دون استثناء ونحتاج إلى ارادة توظفها بالشكل الذي يحقق اعلى درجات الجدوى الاقتصادية، وينتقل بالبلاد إلى مرحلة جديدة تتناسب وطموح الجميع. وننظر اليوم إلى اهمية التجارب بالنسبة لبلادنا، حيث يمكن أن تكون منطلقاً مهماً ورصيناً في عملية التنمية الاقتصادية التي تنشدها البلاد، والتي تحتاج إلى توجه جاد يعمل على تحريك سوق العمل بالشكل الذي يحقق المنفعة للبلاد. الوقوف عند التجارب العالمية المشابهة لتجربتنا أمر في غاية الاهمية، وهنا الحديث يجعلنا نتطرق إلى تجربة مهمة على مستوى العالم تتمثل بتجربة راوندا الاقتصادية والتي أقرت دستورها عام 2005، وكيف استطاعت النفاذ من كونها أسوأ اقتصادات العالم إلى عالم التنمية الاقتصادية المستدامة. وحين نتعمق بهذه التجربة نجدها اليوم تحقق أعلى ناتج اجمالي على مستوى العالم، حيث كانت حتى فترة قريبة تعاني تراجعاً كبيراً ومزمناً في جميع قطاعاتها الاقتصادية ومرافق الحياة، ولكن عملت على الاستثمار في الموارد البشرية، ومن ثم عملت على اعتماد خطط نهوض اقتصادي محكمة بعد أن عالجت جميع المشكلات التي تربك الأداء ونجحت بفترة قياسية. ومن يتتبع واقع راوندا يجد أن اكبر الاستثمارات العالمية تقصدها، وباتت قبلة للنخبة من رجال الاعمال حول العالم، وهنا علينا الافادة من هذه التجربة الناجحة التي تجمعنا معها مشتركات عديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق