نحتاج ان نفهم
محمد السراي
لسنا بحاجة لقراءة الافكار وفهم لغة الاشارة وحركات الجسد فجميعنا على نفس قوام الخلق والتكوين رغم ان من فينا من لا يجيد حتى فهم نفسه بسبب تداعيات عدة نابعة من بيئة ضحلة تسكنها الأكاذيب والخرافات لمجتمع له عمقه الحضاري عبر التأريخ المثقل بالازمات والروايات المخالفلة للمنطق لتبنى على ذلك الاعراف والعقائد السائدة مخلفة انغلاق قسري ينعكس على عملية تداول المعلومة والتفكير واي من حركات التجديد والحداثة لان فينا من لا يقرأون ولا يستقرأون و القصد هنا ليست بمطالعة الكتب والمصادر العلمية بل بكيفية فهم الاحداث لتكوين قناعات شخصية ولاتاحة الفرصة لتحرير بنات افكارهم من الخرافات والاساطير المضحكة التي لا اساس لها سوى في مخيلة المنتفعين منها لتنعكس على السلوك الجمعي لتجهض اي محاولة للتغير مما ينعكس على عدم ظهور في هذه الحقبة كاتبا او عالما او فيلسوفا حقيقيا يستطيع ان يحرك المياه الساكنة في عقولنا المهمشة والتائهة بين احلامنا الوهم ووطننا الحلم فنحن لا خيار لنا في ان اعتناقنا لافكارنا بل ساهمت قوى ضالة في تحقيق معادلات غير متكافئة تجسدت باضعاف القدرة على الابتكار والتجديد اسوتا بحضارتنا التي ظهرت ما قبل الاسلام ونحن نزعم انها امتداد لنا ونجهل اي شيء عنها فمن يعرف مسلة حمورابي واباي طريقة كتبت بها قوانين الامس وما الغاية من مسرح بابل وبناء مئاذنة الملوية والكثير من الحقائق الاخرى السابقة والحالية من موضوعات سياسية واجتماعية واقتصادية لها المساس في جوهر الحياة تاركين كل هذه الاشياء ونطلب من بلدان اخرى سبقتنا بكل شي لكي تعطف علينا وتجود بما تصنع ما يلبي متطلبات الحياة ونكتفي بدورنا للاستهلاك والتكاثر فقط دون تفكير او حتى محاولة التغيير خوفا من الخوض في المُحرم وفق نظرية دع الملك للمالك رغم اننا نملك مكتبة علمية عريقة كتبت عبر تأريخ بلاد النهرين من خلال شخوص واحداث اخترنا منها ما يتناسب مع غرائزنا ويحقق غاياتنا في الاقصاء والتهميش وزدراء الحريات وتكميم الافواه لنصل الى اخطر مراحل التخلف والرجعية دون تفكير او تأمل للحركة الادبية العريقة التي تجسدت بقصائد السياب ونازك ونهرها العاشق لبغداد التي كانت تفيض حبا لساكنيها فلا جدوى تحلق في الافق ولا ضوء يبرق في اخر النفق ولايمكن ان يشيد نصبا لجيل جديد خرج منهزما من صراعات اليوم وانقسامات الامس فلا يمكن ان تصقل مداركه وقناعاته بحلم جديد وهو ابن مرحلة تتصدر بها التفاهة منصات هواتفه ويغيب فيها المبدعين عن المشهد والحراك الثقافي وتكون مدارسه راعية للتخلف والضياع وتسرق احلامه البسيطة في قادم اجمل لينقطع التواصل مع ذاته واصوله البابلية وانغامه السومرية فهو ضحية التلاعب بالقيم والعقول التي اغتصبت تحت مسميات عدة قدر لهم ان لا يفهموا لان بفهمهم يعاد الامل من جديد بكتابة سيناريو اخر لمستقبل الاشراق والتقدم لوطن انجب الكثير من صانعي الحياة والرأي والعقول المبدعة ومحبي الجمال فالمشكلة هنا ليس في اننا لا تفهم بل هنالك من يريدنا لا تفهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق